خبراء يؤكدون على دور التعلم الافتراضي في توفير إمكانية وصول الفتيات إلى التعليم

سلط الخبراء المشاركون في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، الضوء على التحديات التي تواجه تعليم الفتيات سواء في الدول النامية أو المتقدمة، وأبرزها الوصول إلى التعليم وتمكين الفتيات من تولي مناصب قيادية، وأيضًا التحديات المجتمعية وأهمها الزواج المبكر.

وخلال جلسة عقدت بعنوان" الريادة من أجل التغيير: دروس من رائدات الأعمال"، أكدت الدكتورة أسماء الفضالة، مدير إدارة البحوث وتطوير المحتوى بمبادرة "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، إلى أنه على الرغم من تركيز دولة قطر على تعليم الفتيات، واللواتي يشكلن 70 في المائة من نسبة طلاب الجامعات في مؤسسة قطر، لا يزال هناك تفاوت بين المهنة والشهادة الجامعية وذلك ليس في دول قطر فحسب وإنما على المستوى العالمي.

وأوضحت الفضالة:" بيّنت إحدى الدراسات التي أجريناها حول تمكين المرأة من تولي مناصب قيادية، وجود تفاوت بين المنصب والشهادة الجامعية العليا التي تحملها الفتيات، وقد خلصنا إلى أهمية تطوير الثقة بالذات، والاستفادة من الفرص، وعدم الخوف من مواجهة المخاطر والتحديات، وكذلك أهمية اللجوء إلى نماذج يحتذى بها من قبل الفتيات، لتعزيز ثقتهن بقدراتهن".

وشددت الدكتورة أسماء الفضالة كذلك على الحاجة إلى إشراك المتعلمين في عملية التعليم، قائلة:" لا بد من تصويب أنظمة التعليم من خلال إصلاح المنظومة التعليمية ككل وإعادة تصميمها، وتمكين المتعلمين من المشاركة في القرارات التي تتخذ حول كيف وما الذي يتم تعليمه إياهم".

ومن جهتها، سلطت ورييل أودول، ناشطة ومناصرة لـتعليم الفتيات، وصانعة أفلام، وبطلة مبادرة الحياد المناخي الأممية، والمؤسس المشارك لمؤسسة دوسوسو التي تدافع عن تعليم الفتيات، الضوء على دور التعليم البديل في تزويد الفتيات بالمهارات كي يمتلكن القدرة على اتخاذ القرارات، قائلة:" لقد قمت بتنظيم ورش عمل شارك فيها أكثر من 180 طالب من مختلف الدول في القارة الإفريقية والعالم، وهو ما أثبت أهمية التعليم البديل. على سبيل المثال، يوفر التعليم الافتراضي إمكانية وصول الجميع إلى المحتوى، كما أنه يتمتع بالمرونة التي تتيح للفتيات التعلم في أي وقت ومكان".

وحول العلاقة بين الحكومات والمجتمع المدني فيما يتعلق بتعليم الفتيات، أشارت زورويل إلى أنه وفقًا لتجربتها فهي ترى ضرورة اتخاذ مقاربات مختلفة، وذلك وفقًا لثقافة كل بلد وحاجياته، فهناك بعض البلدان قد أحرزت تقدمًا في مجال تقليص نسبة زواج الفتيات اليافعات، ودول أخرى تركز فيها الحكومات اليوم على برامج التوعية حول أهمية التعليم.

وبدورها قالت جيسيكا بوسنر أوديدي الرئيس التنفيذي، منظمة "تأثير الفتاة" والتي تعمل مع حوالي 20 مليون شابة في أفريقيا وآسيا بهدف تمكينهن من اتخاذ قرارتهنّ، أن المنظمة تستخدم وسائل الاعلام والتكنولوجيا لمساعدة النساء في الوصول إلى المحتوى الذي يمكنهن من اتخاذ القرارات لبناء مستقبلهن.
وأشارت إلى أن جائحة كوفيد-19، أظهرت أن الفتيات والنساء يمتلكن قدرة كبيرة على مواجهة التحديات، حيث شاركن في مختلف الفعاليات الموسيقية والمسرحية، قائلة:" نريد أن نشدد على أهمية دعم تعليم الفتيات وتعزيز قدراتهن في إيجاد حلول للتحديات،

لأن أصواتهن لا تسمع كما يجب، آن الأوان لأن نصمم عالمًا يعمل بشكل أفضل لمصلحة الفتيات".

وأضافت:"إن تمكين الفتيات من اتخاذ المبادرة سيزيد من نسبة مشاركة الشباب، ما سيتح لنا إمكانية تزويد الفتيات بالمحتوى الكافي لاتخاذ القرارات، ومع خروج ملايين الفتيات من المدارس بسبب الجائحة، لا بد من خلق فرص بديلة لهن من خلال تزويدهن بالتعليم وبالمعلومات اللازمة عبر وسائل الإعلام والتكنولوجيا".

أدارت الجلسة شاهينا جانجوها، أستاذ مشارك، قيادة ريادة الأعمال والتنوع الاجتماعي في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.