قمة "وايز" 2021: التحوُّل في التعليم يحتاج إلى قيادات تعليمية مِقدامة

إنّ تضمين أصوات الأطفال وأولياء الأمور جنبًا إلى جنب مع المعلمين والاستفادة من العلاقة بين المدارس والجامعات والمجتمع والتحلّي بالشجاعة للقيام بذلك، هو السبيل لبناء المنظومة التي يُمكنها دفع مسيرة تحوّل التعليم، تلك هي الرسالة التي ناقشها خبراء التعليم الذين تشاركوا وجهات نظرهم حول إعادة تصور التعليم، وذلك خلال إحدى جلسات اليوم الثاني من مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، مبادرة مؤسسة قطر، في نسخته لعام 2021.

تقول كيران بير سيتي، مؤسس ومدير مدرسة "ريفرسايد"، ومؤسس "ديزاين فور تشينج": "إن الإصغاء إلى الأطفال وتضمين صوتهم ليس بهذا القدر من التعقيد. كما أن فكرة تشكيل هوية الطفل من خلال الثقة والاحترام ليست أمرًا استثنائيًا أو خارجًا عن المألوف، بل هو حق أساسي للطفل".

أردفت: " نحن بحاجة إلى التصرف بطبيعتنا كما نفعل إزاء أطفالنا خلال سنواتهم الأولى، حيث يُردد الطفل انظروا إليّ، يمكنني أن أفعل ذلك، بداية من مراحل نموه الأولى من الزحف، مرورًا بالجلوس والوقوف، وصولًا إلى الضحك والتفكير، ونحن نقوم بدورنا بتشجيع الأطفال للقيام بالخطوة التالية. وبعد ذلك، عندما نشعر بأنهم على استعداد للخروج إلى العالم، يذهبون إلى المدرسة ومن ثم نأمرهم بالجلوس على المقاعد الدراسية لمدة 15 عامًا!".

تابعت: " إنّ النهج القائم على الإصغاء وعدم التوجيه، والاحترام وليس الاستعلاء، وتبنّي الإبداع المشترك بدلًا من فرض الرأي، هو أمر رائع وإيجابي يمكن تطبيقه في كافة أرجاء العالم".

من جانبه، شارك مهدي بن شعبان، المدير التنفيذي للابتكار والتعلّم في مؤسسة قطر، آرائه حول كيفية إعادة تعريف التعليم داخل المدارس والأنظمة، قائلاً: "إن تحوّل التعليم يتطلب إجرائه على مستويين، أحدهما على مستوى المدرسة، من خلال تحدى الافتراضات المُتعلقة بدور المعلم، والطالب، وأولياء الأمور. وأعتقد أننا بصدد إعادة تصوّر كل من تلك الأدوار ومناقشتها من البداية. والآخر من خلال البحث في الطرق العملية لأصول التدريس الجزئي، (إتاحة شهادات مُصغّرة في مجالات أو موضوعات محددة)، ودعوة أولياء الأمور إلى جلسات مع المعلمين لمناقشة أفضل الممارسات التعليمية، وطبيعة مهارات التعلم التي نحن بصدد تنميتها في المجتمع المدرسي".

كما سلّط مهدي الضوء على الدروس المستفادة من جائحة (كوفيد-19)، ودورها في تأكيد حاجة المدارس للتواصل مع المجتمع على نطاق أوسع. قائلاً: " لم يستغرق قادة المدارس وقتًا طويلاً لاستنتاج أن المدرسة المنعزلة في ظل انتشار الجائحة تواجه تحديات كبيرة بل ومن المحتمل أن تفشل. في مؤسسة قطر، نسعى دائمًا لتعزيز التواصل بين مجموعة المدارس المتنوعة ضمن منظومتنا التعليمية، ولتسهيل المحادثة عبر تلك المدارس المتعددة حتى نتمكن من تطوير بيئة تساعد الأفراد على تبادل الخبرات والتعلم من بعضهم البعض".

وأضاف: "أعتقد أيضًا أن التواصل مع الجامعات، وأماكن العمل، ومعامل البحث، والمجتمع ككل، لم يعد رفاهية بالنسبة للمدارس؛ بل أصبح ضرورة إذا أردنا حقًا النهوض بالتعليم وتحقيق أقصى استفادة منه. فإذا قمنا بإزالة الغموض عن أصول التدريس الخاصة بالمدارس وسعينا لإشراك المجتمع الأشمل، حينئذ يمكننا أن نطلب من الباحثين القدوم إلى المدرسة لتعليم الطلاب، أو على سبيل المثال، دعوة متخصص في الأعمال الخشبية لشرح العمل الذي يقوم به للطلاب. ومن هنا يمكننا الحصول على تلك البيئة حيث التعلم تجربة متكاملة الأركان".

واتفق المتحدثون على أهمية التحلي بالشجاعة والإيمان كأمرين حاسمين لتحقيق تحول حقيقي في التعليم عبر مختلف المجتمعات والأنظمة.

اختتم مهدي: " الإيمان بالتغيير عنصر مهم في التحول الذي نحتاجه، فمن أجل مُساعدة الشباب على إطلاق العنان لإمكاناتهم، نحتاج إلى قيادات تعليمية مقدامة لدفع عجلة تحول التعليم".