مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
18 نوفمبر 2021

اقتصادي في مؤسسة قطر يرى أننا "بحاجة إلى تغيير جذري في نظام الطاقة العالمي للحد من تغير المناخ"

مشاركة
اقتصادي في مؤسسة قطر يرى أننا "بحاجة إلى تغيير جذري في نظام الطاقة العالمي للحد من تغير المناخ"

مصدر الصورة: A-image، عبر موقع Shutterstock

الدكتور مارسيللو كونتيستابيلي من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يتحدث عن المسارات التي يمكن لقطر اتباعها لوضع خارطة طريق لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2030

لم تعد الحكومات اليوم تشكك في حقيقة تغير المناخ كما كانت قبل عقد من الزمن، بل بات معظمها، إن لم يكن جميعها، يدرك عواقبه الوخيمة. ورغم تنامي الأمل بمعالجة هذه الظاهرة، فإن القاسم المشترك، في معظم الحالات، هو عدم وجود خطّة عمل مُحكمة للتخفيف من حدّتها.

وبما أن استخدام الطاقة هو المصدر الرئيس لانبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، فإن الحد من تغير المناخ يتطلب التحول إلى نظام طاقة أكثر رِفقًا بهذا المناخ، وهو إجراء طال انتظارُه حَدَّ بلوغ الخطر.

يقول الدكتور مارسيللو كونتيستابيلي، عالم اقتصاد رئيسي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: "للتخفيف من حدة تغير المناخ، نحتاج إلى تحول كبير وغير مسبوق في نظام الطاقة العالمي، من حيث السرعة ونطاق التطبيق".

تتكون أنظمة الطاقة من قطاعات متمايزة، إلا أنها مترابطة في الوقت نفسه، مثل توليد الكهرباء، والنقل، والمباني، والصناعة، وبالتالي، يتطلب الوصول إلى هدف الحد من انبعاثات الكربون تدخلًا متزامنًا في جميع هذه القطاعات، مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة المعقدة للنظام؛ وذلك لتجنب أيّة عواقب غير مرغوبة.

“To mitigate climate change, we need a major transformation of the global energy system”, says economist at QF - QF - 01
“To mitigate climate change, we need a major transformation of the global energy system”, says economist at QF - QF - 01

باستخدام النموذج، يمكننا تحديد هدف خفض الكربون، ومن ثم يساعد النموذج في معرفة كيفية تحقيق هذا الهدف وتحديد التقنيات الأكثر فعالية والأقل كلفة للاستثمار فيها، مع مراعاة كافة الاحتمالات المتعلقة بذلك

الدكتور مارسيللو كونتيستابيلي
الدكتور مارسيللو كونتيستابيلي

ويعد نموذج أنظمة الطاقة أحد الأدوات الأساسية اللازمة لدعم بلد ما في التخطيط لتغيير نظام الطاقة المعمول به. ويعمل الدكتور مارسيللو حاليًا، من خلال منحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، وبالتعاون مع كلية لندن الإمبراطورية، على تطوير أول نموذج لأنظمة الطاقة في قطر، لصالح الجهات المعنية في الحكومة، وقطاع الصناعة، والبحوث، وبالتعاون معها.

تَحسب نماذج أنظمة الطاقة التكاليف واستهلاك الوقود والانبعاثات لكل قطاع بمرور الوقت، وتساعد في تحديد المسارات المثلى للوصول إلى الأهداف التي وضعتها السياسات؛ من خلال تحويل نظام الطاقة، مع مراعاة جميع القيود المرتبطة بها.

ولتقريب الفكرة إلى الأذهان، يمكن تشبيه نظام الطاقة الحالي بشخص يعاني من أمراض عدّة ذهب ليجري فحصًا شاملًا، وكما سيشخص الفحص الطبي أمراض هذا الشخص، ويحدد أيها أخطر، وأولويات العلاج، وخطة العلاج الأنجح والأقل تكلفة، فإن نموذج أنظمة الطاقة سيتبع الأسلوب ذاته. أي، سيساعد النموذج في تحديد مزيج التقنيات التي يمكنها تقليل أكبر قدر ممكن من الانبعاثات بأقل تكلفة.

وسيساعد النموذج، وفقًا للدكتور مارسيللو، في تحديد مسارات التحول في نظام الطاقة والتي يمكن للبلد المعني حينها اتباعها لوضع خارطة طريق توصله إلى هدفه المتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 بالمائة بحلول عام 2030، ورسم خطّة لخفض الانبعاثات أكثر بحلول عام 2050 وما بعده.

ويوضّح الدكتور مارسيللو: "باستخدام النموذج، يمكننا تحديد هدف خفض الكربون، ومن ثم يساعد النموذج في معرفة كيفية تحقيق هذا الهدف وتحديد التقنيات الأكثر فعالية والأقل كلفة للاستثمار فيها، مع مراعاة كافة الاحتمالات المتعلقة بذلك".

ويتمثل الهدف الرئيسي من هذا المشروع في تزويد قطر بأداة تساعدها في صنع السياسات والتخطيط الاستراتيجي المتعلق بأهداف سياسات الطاقة والاقتصاد والبيئة، ويسمّى النموذج الذي يجري العمل على تطويره TIMES، والذي يصفه الدكتور مارسيللو بأنه "النموذج الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم، وسيتيح لنا تزويد قطر بالإمكانيات اللازمة لإجراء تحليل أنظمة الطاقة، والمماثلة لما تمتلكه الحكومات والمؤسسات الرائدة في جميع أنحاء العالم"

وفي السياق ذاته، يؤكد البروفيسور آدم هوكس، مدير معهد الغاز المستدام وأستاذ أنظمة الطاقة في قسم الهندسة الكيميائية في إمبريال كوليدج بلندن، أهمية وجود مثل هذا النموذج لبدء التغيير وقال: "إن قطر في وضع مثالي لإنشاء نظام طاقة وقطاع صناعي يتماشيان مع أهداف اتفاقية باريس. ويعد نموذج أنظمة الطاقة الذي نبنيه في هذا المشروع أداة لجميع الجهات المعنية في البلاد، من أجل فهم وطرح الأسئلة حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه هذا المستقبل. فالنموذج قادر على توفير معلومات مهمة لواضعي السياسات والقطاع الصناعي على حد سواء، مما يمكّن الجميع من استقراء تأثير استراتيجيات الطاقة في المستقبل".

“To mitigate climate change, we need a major transformation of the global energy system”, says economist at QF - QF - 02
“To mitigate climate change, we need a major transformation of the global energy system”, says economist at QF - QF - 02

ويعد نموذج أنظمة الطاقة الذي نبنيه في هذا المشروع أداة لجميع الجهات المعنية في البلاد، من أجل فهم وطرح الأسئلة حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه هذا المستقبل

آدم هوكس
آدم هوكس

من جهته، يؤكد الدكتور مارسيللو القيمة الكبيرة التي يمكن أن يحملها هذا المشروع لخطط التخفيف من حدة تغير المناخ في قطر، وفي الوقت ذاته، يشير إلى أن ذاك سيبقى مرهونًا بمستوى مشاركة وتفاعل الجهات المعنية. ويبيّن: "آخر ما نرغب بفعله هو تطوير النموذج أولًا ثم الذهاب إلى الجهات المعنية وتقديمه لها، بل نريد أن تشاركنا كل تلك الجهات منذ البداية للتأكد من أن النموذج سيكون مناسبًا لاستخدامه في دعم عملية صنع السياسات في البلاد عند الانتهاء من تطويره".

ومن الجدير بالذكر أن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" أحد الشركاء في هذا المشروع. وتعمل كهرماء، كجزء من برنامجها "ترشيد" على تنسيق التطبيق العملي للتكنولوجيا الجديدة، مثل خلايا الطاقة الشمسية، ووحدات تخزين الطاقة المرتبطة بها من أجل التعامل مع تذبذب الطاقة، والشبكات الذكية، والمركبات الكهربائية، والبُنى التحتية اللازمة لإعادة الشحن، وغير ذلك.

وبمجرد تطوير النموذج، ومع قدرته على اختبار استراتيجيات مختلفة لتحقيق أهداف السياسة، سيكون بمثابة أداة تحليلية أساسية في دعم كهرماء لتعزيز فوائد نشر تقنيات منخفضة الكربون وفعالة في استخدام الطاقة.

قصص ذات صلة