قمّة وايز 2021 تُسلّط الضوء على الإصغاء لأصوات الشباب

إطلاق العنان للأصوات الشابة وإيصالها إلى العالم، هذه هي الرسالة التي دعت إليها قمّة وايز 2021 العالمية التي انطلقت اليوم تحت شعار "أرفع صوتك: لنشيّد مستقبلاً قوامه التعليم".

ألقت مريم الذبحاني، صحفية مستقلة وصانعة أفلام ومعلّمة يمنية، كلمّة رئيسية أمام الحضور في القمّة، التي ينظمها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، مبادرة مؤسسة قطر العالمية في التعليم، عبّرت فيها عن تجربتها الشخصية المُلهمة، وكيف تمكّنت كشابة يمنية من بناء حياة جديدة لها. وقالت: " أؤمنُ بالتعليم. يعودُ الفضل في ذلك إلى والدي:"عليكِ إكمال دراستك والاستقلال بذاتك. ومن ثمّ كل شيء سيأتي". جُملة ردّدها أبي عليّ خلال سنوات دراستي".

تابعت: "في عام 2015، اضطررت إلى إعادة بناء حياتي، توجهتُ إلى قطر في محاولةٍ لإيجاد فرصة جديدة لاستكمال تعليمي، والاستمرار في إعالة نفسي وأسرتي. لم يكن ذلك بالأمر البسيط، فمحاولة إعادة بناء النفس وهي محطمّة أمرٌ صعب، لكنّ تواجدي في محيط المدينة التعليمية، وسط بيئة داعمة، ومليئة بالفرص ساعدني على النهوض من جديد. حصلتُ على مؤهلين تعليميين، كوّنت ذاتي، وبدأت في محاولات العطاء. أصبحتُ صحافية، وصانعة أفلام، لتسليط الضوء على قصص غير مرئية، وإظهار سرديات مضادة لما يتم مشاركته في وسائل الإعلام السائدة".

كذلك تطرّقت الذبحاني في خطابها إلى التحدّيات العالمية المستمرة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وقالت: "على الرغم من أنها تجربة مشتركة على عدة مستويات، إلا إنها ليست متساوية، حيث سقطت البلدان النامية في وضع غير مؤاتٍ آخر في افتقار الكهرباء والانترنت. إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من البحث عن الفرص والمنصات بديلة للاستمرار في التعلّم والنمو".

أشارت الذبحاني كذلك إلى دور التكنولوجيا ووسائل الاتصال الرقمي في عالمنا اليوم، وقالت: "أصبحت المنصات الافتراضيّة مثل "زووم" و"واتساب" أدوات حيوية في البرامج التي أقوم من خلالها بتدريب وتوجيه صانعي الأفلام الشباب وربطهم بالفرص في الخارج بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، في محاولة لإنشاء شبكة تتيح للشباب في مناطق الصراع مثل اليمن وليبيا، اكتساب مهارات جديدة، وتحسين مستوى معيشتهم، بتزويدهم بالكاميرات عوضًا عن البنادق".

واختتمت الذبحاني: "أُنشادكم اليوم، كلاً من موقعه، ومكانته، وصلاحيته، تحققوا من امتيازاتكم، وساعدوا في محاولة فك القيود الكاتمة لأصوات الشباب، وساهموا في إعلائها ومناصرتها، لأن شبابنا هم مستقبلنا".

انضمت إلى فعاليات الجلسة الافتتاحية من قمّة "وايز 2021" جيتانجالي راو، وهي مخترعة ومؤلفة وناشطة في مجال تعليم العلوم تبلغ من العمر 16 عاماً، وسلّطت بدورها الضوء على التحوّل الذي شهده المجال الأكاديمي منذ بداية جائحة كوفيد-19، وصرحت قائلةً: "لقد اتبعنا النظام التقليدي في التعليم لسنوات عديدة، ومن المؤسف أن التحوّل في طريقة عملنا لم يحدث إلا بعد حدوث الوباء".

أضافت: "لقد شكّلت الجائحة تحديدًا عامل توازن كبير بالنسبة للطلاب، ليتحدوا معًا، وليدركوا أننا بحاجة لنحدث تغييرًا إيجابيًا في طريقة تشكيل التعليم وصياغته. لذلك فإن التغيير الأكبر الذي اتطلّع لحدوثه هو إدخال مفاهيم الابتكار وحل المشكلات إلى مناهجنا الدراسية".

تخللت الجلسة الافتتاحية كذلك جلسة نقاشية أدارتها دارين أبو غيدة، مقدمة وصحفية رئيسية، قناة الجزيرة الإنجليزية، وتضمنت مشاركة كل من الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، مؤسس ورئيس مجلس إدارة "بارق"، و ماتيو نيبرا، المؤسس المشارك لـ Open Classrooms، والسيدة ديبورا كايمبي، رئيس جامعة إدنبرة، وتمحورت حول إعادة تشكيل التعليم وأهميّة إشراك الشباب في الحوار.

كما تمّ الإعلان خلال الجلسة الافتتاحية عن الفائز بجائزة "وايز" للتعليم لعام 2021، والتي منحت إلى ويندي كوب لتأسيسها "التعليم للجميع".