طلاب أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا يشرحون كيف أتيحت لهم فرص المشاركة في مسابقة عالمية للروبوتات المائية
تعتزم طالبتان من أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، اتباع حلمهما بعد سطوع نجميهما في مسابقة عالمية للروبوتات المائية، وذلك نتيجة مساعيهنّ الملهمة في مجال الابتكار بمؤسسة قطر.
ترى بيسان عبد الغني، وماهي شارما، أن التكنولوجيا هي المستقبل، وتقولان إن التعليم المختصّ بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذي تلقتاه كطالبتَين في الصف العاشر وعلى مدار سنوات من دراستهن في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، قد ساعدهما على تحويل الأفكار إلى حقائق، ومهّد الطريق لهما لُتصبحا مبتكرتيَن في مجال التكنولوجيا بدلًا من أن تكونا مجرد مستهلكتين لها.
تستخدم المدرسة التعلم البصري كأداة تدريس أساسية، بحيث نتعلّم بناءً على ما نرى
وخلال دراستهما في الأكاديمية، حازتا على عضوية فريق الروبوتات في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، الأمر الذي أتاح لهما فرصة مبكّرة لإظهار مواهبهما وتمثيل قطر دوليًا، من خلال المشاركة في تدريبات وورش عمل وفرّتها لهما مؤسسة قطر، وساعدتهما في تكوين رؤية أوضح لمستقبلهما.
تقول بيسان عبد الغني: "أصبحت مهتمة بالروبوتات حالما بدأنا بدراستها في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا؛ إذ تستخدم المدرسة التعلم البصري كأداة تدريس أساسية، بحيث نتعلّم بناءً على ما نرى. كما نُسهم، كطلاب، في تعلّمنا الخاص من خلال محاولة اكتشاف حلول للمشكلات".
وتضيف: "وهذا يعني أنه كانت أمامي الفرصة لدراسة الروبوتات والتكنولوجيا المُستخدمة لبرمجتها بشكل عمليّ، بالإضافة إلى المشاركة في تصميمها، الأمر الذي يشمل مراحل التطوير والبرمجة".
وعلى الرغم من أن الهندسة لم تكن شغفها، ترى ماهي شارما، أن التدريبات وورش العمل التي حصلت عليها في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا غيّرت نظرتها، إذ تعلّمت كيف تنقل فكرتها من مرحلة التخطيط الأولي إلى التنفيذ.
وتوضح ماهي: " رشّح الدكتور محمد غريب، متخصص تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، مجموعة من الطلاب، من بينها أنا وبيسان، للجهات المعنية، لتمثيل دولة قطر في مسابقة سي بيرتش العالمية لعام 2021. وهي مسابقة عالمية للروبوتات المائية، تدور حول كيفية استخدام الموارد لتطوير مركبة يمكن التحكم بها عن بعد من أجل غرض محدد. وقد ابتكر فريقنا مركبة تقوم بمراقبة الأنابيب تحت الماء للتحقق من وجود الصدأ والشقوق؛ لتتنبأ باحتمالية حدوث أي تسرب للنفط".
ابتكر فريقنا مركبة تقوم بمراقبة الأنابيب تحت الماء للتحقق من وجود الصدأ والشقوق؛ لتتنبأ باحتمالية حدوث أي تسرب للنفط
وفي الطريق إلى إحراز المركز الثالث في المسابقة، واجه الفريق القطري 800 مشارك من جميع أنحاء العالم، وتوضح بيسان: "كان الالتزام مفتاح هذا الإنجاز؛ حيث أجرينا البحث، ورسمنا المخطط، وبنينا التصميم، وصنعنا مقاطع الفيديو، وكتبنا الدليل الهندسي للمركبة، وقد تطلّب كل عنصر منها الكثير من التركيز والتفصيل لضمان عملها بمثالية".
أجرينا البحث، ورسمنا المخطط، وبنينا التصميم، وصنعنا مقاطع الفيديو، وكتبنا الدليل الهندسي للمركبة، وقد تطلّب كل عنصر منها الكثير من التركيز والتفصيل لضمان عملها بمثالية
وتعتبر بيسان وزميلتها ماهي، أن امتلاك الإمكانات التي تتمتعان بها في سن مبكرة، جاءت بسبب الفرصة التي حظيتا بها لتعزيز عقليتهما الابتكارية ضمن البيئة الدراسية في مؤسسة قطر. تقول بيسان: "أعتقد أن كل درس وكل ورشة أسهمت في المعرفة التي أمتلكها اليوم. وهناك منهج في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا يسمى الابتكار، حيث نُقدم الأفكار الجديدة ونعمل على المشاريع؛ وذلك مكننا من المشاركة والتأهل لمسابقة سي بيرتش في مرحلة المنافسة المحليّة. بعد ذلك عرضت علينا جامعة تكساس إي أند أم في قطر الانضمام إلى فريق الروبوتات فيها للتحضير للمسابقة الدولية، وهكذا فزنا بالمرتبة الثالثة".
يتم تدريس الابتكار من خلال حصة دراسية خاصة مدتها ساعتين، وتقدم نموذج فريد من نوعه من التعلم القائم على حل المشكلات ويسمى "كريسب"، ويقدم نمطًا دوريًا يشمل عملية "التحدي والبحث والاستقصاء والتوليف وتطوير النموذج الأولي للحلول"، ويساعد هذا النمط الطلاب على تنمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي من خلال إشراكهم في سيناريوهات واقعية.
أتذكر ذلك الموقف الذي أشعل شغفي بالعلوم في الصف الثاني، عندما استلمنا سلسلة كتب بعنوان باص المدرسة العجيب، التي كانت تقوم خلالها المعلّمة برحلات ومغامرات مع طلابها في حافلة مدرسية للتعرف على عجائب العلوم، وأتذكر أنني انبهرتُ بكل شيء يحدث حولي
وبينما تتطلع قدمًا للحياة الجامعية، تحاول بيسان الآن الاختيار بين التخصصات: "أنا مهتمة للغاية بالروبوتات والتكنولوجيا، لكنني ما أزال أحاول اتخاذ قرار بين التخصصات الهندسية، كالهندسة الميكانيكية أو هندسة الحاسوب، أو حتى الطب".
يتلقى طلاب أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا حصة دراسية يومية لمدة ساعتين عن الابتكار لتنمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي لديهم من خلال إشراكهم في سيناريوهات واقعية.
أما ماهي، فتأمل أن تصبح جراحة عظام في المستقبل، كما تأمل يومًا أن تطوّر علاجًا ميسور التكلفة لمرضى السكري، وتقول: "لا أريد أن يكون السبب الذي يُسهم في تأزم الوضع الصحي للناس هو عدم مقدرتهم على تحمّل تكاليف الأدوية اللازمة لعلاجهم".
وتتابع: "أتذكر ذلك الموقف الذي أشعل شغفي بالعلوم في الصف الثاني، عندما استلمنا سلسلة كتب بعنوان باص المدرسة العجيب، التي كانت تقوم خلالها المعلّمة برحلات ومغامرات مع طلابها في حافلة مدرسية للتعرف على عجائب العلوم، وأتذكر أنني انبهرتُ بكل شيء يحدث حولي، وأتذكر قراءتها كلها خلال أسبوع واحد. ومنذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، أتابع الكتب العلمية دومًا كي أُشبع فضولي، وأتطلع لمستقبل مليء بالفرص".