للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تروي ألينا زمان، خريجة جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، قصة مشروعها الريادي الاجتماعي "قطرة" ودوره في دعم الحرفيات لبناء سُبل عيش مستدامة
ما تزال ألينا زمان، خريجة جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، تتذكر جيدًا حكمة جدتها، السيدة نصيرة بيغوم، التي كانت تقول: "المال ليس الطريقة الوحيدة لمساعدة الآخرين. هناك أكثر من طريقة أخرى مثل الكرم والتعاطف والرحمة". هذه الكلمات ألهمت ألينا لتحويل بحثها إلى مشروع اجتماعي هدفه تمكين النساء في المجتمعات المهمشة وإحداث تغييرات إيجابية في حياتهن.
تقول ألينا: "في بداية دراستي في برنامج ماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، أخبرنا الدكتور محمد إيفرين توك، الأستاذ المشارك ومنسق البرامج في كلية الدراسات الإسلامية، أنه لا يريدنا أن ننفذ مشاريع بحثية سينتهي بها المطاف مكدسة في الخزائن، بل التركيز على مشاريع مؤثرة تترك نتائجها تأثيرًا حقيقيًا على أرض الواقع".
هناك العديد من الحرفيات ذوات المهارات العالية في جميع أنحاء العالم غير قادرات على تحقيق طموحاتهن الاقتصادية والإبداعية بسبب العقبات اللوجستية
من ضمن المكونات الرئيسية لبرنامج ماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية، مشروع المختبر التكاملي، الذي يتمحور حول القضايا العالمية المعقدة، ويتطلب التعاون مع منظمات دولية لإنتاج البحوث والحلول القابلة للتطبيق على أرض الواقع. ركّزت ألينا في بداية مشروع المختبر التكاملي الخاص على الإغاثة الإسلامية في باكستان، بدعم من الدكتور هاني البنا، مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية، ثم تطور هذا المشروع إلى "قطرة"، وهي شركة ناشئة غير ربحية.
توضّح ألينا: "بناء على اقتراح الدكتور هاني البنا، تعاونت مع زميلتي على إجراء دراسة لاستكشاف كيفية استثمار منظمة الإغاثة الإسلامية في باكستان برامج مهارات التدريب المهني في تمكين النساء الأرامل."
اكتشفت ألينا خلال عملها الميداني في باكستان أن هؤلاء النساء تلقين تدريبًا في أحد المجالات الثلاثة: الخياطة، أو التطريز، أو خدمات التجميل. وبعد الانتهاء من تدريبهن، حصلن على دعم مالي يمكنهن من كسب عيشهن بشكل مستدام، وذلك إما عن طريق إنشاء مشروع منزلي في أحد هذه المجالات، أو من خلال العمل في وحدة إنتاج تدعمها إحدى المنظمات غير الحكومية.
وفقًا لألينا، تمثلت المخرجات الرئيسية لبحثها في تطوير نموذج لتمكين المرأة يركز على ثلاثة عناصر رئيسية وهي: نهج المشاركة الريفية، ومجموعات المساعدة الذاتية، والتنمية المستدامة، وتوضح قائلةً: "أثناء زيارتي أحد مراكز التطريز والخياطة، تحدثت إلى إحدى الحرفيات الأرامل، واسمها نازيش، والتي أعربت عن رغبتها في بيع فساتينها المطرزة في الأسواق الدولية، لكنها لا تملك المعرفة التسويقية والمهارات التكنولوجية المطلوبة، أو وسيطًا موثوقًا يمكنه مساعدتها في الوصول إلى الأسواق الدولية. وهناك العديد من الحرفيات ذوات المهارات العالية في جميع أنحاء العالم، شأنهن شأن نازش، غير قادرات على تحقيق طموحاتهن الاقتصادية والإبداعية بسبب العقبات اللوجستية. وهو ما أجعلني أفكر فيما يمكنني فعله لدعم هؤلاء النساء".
نعمل على منح الحرفيات إمكانية إدارة المنتجات المدرجة على منصتنا بالكامل، ونتيح لهن تحديد الأسعار التي يرينها مناسبة لسلعه
من هنا جاءت فكرة "قطرة" والتي يعكس اسمها الهدف من ورائها، وهو توفير "قطرة أمل" لهؤلاء النساء. وتقول إلينا أنها استوحت الاسم من مقولة جلال الدين الرومي: "أنت لست قطرة في المحيط، بل أنت المحيط بأكمله في قطرة واحدة".
يوفر فريق "قطرة" للحرفيات الأقل حظًا، منصة إلكترونية لتسويق منتجاتهن اليدوية الفريدة والمساعدة في بيعها على نطاق دولي. وتقول ألينا: "تعمل المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم على تمكين هؤلاء النساء على كل الأصعدة، ونحن نعمل مع العديد من المنظمات غير الحكومية على الوصول إلى هؤلاء الحرفيات".
تتعاون "قطرة" حاليًا مع سبع من المنظمات غير الحكومية التي تساعد مجموعات الحرفيات الأقل حظًا في باكستان والأردن واليمن. كما تعمل مع الحرفيات السوريات والفلسطينيات في الأردن، واللاتي ابتكرن منتجات مناسبة للسوق القطري. وتتوفر جميع منتجاتهن، من الأكياس المزيّنة بالخرز والقلائد وأكياس الشاي، للبيع في متجر المدينة التعليمية.
جميع المشغولات اليدوية على منصة قطرة مرفقة بقصة تسلط الضوء على رحلة صانعها، وبالتالي لا يظل الحرفي مجهول الهوية
شدّدت ألينا على إيمان "قطرة" الراسخ بمناصرة ممارسات التجارة العادلة التي ترسي الأساس لاقتصاد أخلاقي وقائم على المنفعة العادلة والمتبادلة. وتبيّن إلينا: "منصتنا تستبعد الوسطاء الذين قد يسعون إلى الحصول على الربح من شراء السلع بأسعار منخفضة من الحرفيات وبيعها بأسعار مرتفعة للمتسوقين. في المقابل، نعمل على منح الحرفيات إمكانية إدارة المنتجات المدرجة على منصتنا بالكامل، ونتيح لهن تحديد الأسعار التي يرينها مناسبة لسلعهن، بينما تقتطع المنصة عمولة صغيرة فقط من كل عملية بيع؛ لتغطية التكاليف التشغيلية".
وتضيف: "جميع المشغولات اليدوية على منصة قطرة مرفقة بقصة تسلط الضوء على رحلة صانعها، وبالتالي لا يظل الحرفي مجهول الهوية. وهو نهج متناقض بشكل كبير مع النموذج الاقتصادي الرأسمالي الدارج في حالات الإنتاج الضخم للسلع الذي لا يركز على هوية المنتجين".
وفي حديثها عن الخطط المستقبلية لقطرة، قالت ألينا: "نعمل حاليًا على توسيع نطاق مشاريعنا ليشمل مزيدًا من البلدان. كما نتطلع إلى تسجيل قطرة كمنظمة إلكترونية غير ربحية في قطر من خلال تخصيص نسبة 100 في المئة من أرباحها لدعم الحرفيين، مما سيشكل فرصة رائعة دور دولة قطر في منظمة التجارة العادلة العالمية ".