بلسان حالها: التّعليم ومخرجاته يرسمان مستقبل وطننا

"قصّتي مع التّعليم بدأت عندما انضممت إلى أكاديميّة قطر- الخور خلال العام الدراسيّ 2009-2010، وكم كنت محظوظة بمقدار الدعم والتدريب اللّذين تلقيتهما ولا أزال أتلقّاهما حتّى الآن لأكون أفضل معلّمة.

كمعلّمة، أفضل ما في مهنتي هو قدرتي على إحداث التّغيير الإيجابيّ في حياة طلّابي، وهذا ما شعرت به خلال عامي الأوّل، عندما واجهت أولى التحدّيات وهو وجود تلميذ لديه صمت إراديّ في صفّي.

ما أزال أتذكّر جيّدًا اليوم الّذي سمعت فيه صوته للمرّة الأولى خلال "أسبوع المهن"، عندما همس في أذني بصوت بالكاد سمعته: "عندما أكبر أريد أن أصبح معلّم لغة عربيّة"، كما أتذكّر والدته الّتي أتت في نهاية اليوم باكية وهي تشكرني. هذا الموقف جعلني أدرك أنّني اخترت المهنة الصّحيحة والمكان المناسب لي.

مع مرور السنين، أتيحت لي الكثير من الفرص للتّعلّم والاطّلاع والاستفادة من خبرات الآخرين في مجالي، كما أتيحت لي فرص مشاركة معارفي وخبراتي مع الآخرين، بحيث أوكلت إليّ مهمّة قيادة فريق مدرّسات اللّغة العربيّة في المرحلة الابتدائيّة للصّفّين الأوّل والثّاني.

كما شاركت في إعداد برنامج "سراج" بجزئه الأوّل، حيث شاركت في كتابة قصص الحروف ضمن فريق من المعلّمات المتألّقات، ومع كل ّالتوجّيه والتّدريب اللّذين تلقيتهما، بدأت أسعى ليستخدم طلّابي أيضًا معارفهم في التّأثير وتغيير حياة الآخرين للأفضل.

من هنا انطلقت فكرة مشروع "المؤلّفون الصّغار" مع طلّاب الصّفّ الثّاني، الّذي نُفذ بدعم من الإدارة والزّملاء، حيثُ تعلّم طلّاب الصّفّ الثّاني كيفيّة كتابة الحكاية وعاشوا تجربة المؤلّف، فألّفوا قصصهم الخاصّة، الّتي تمّت طباعتها، وأقيم المعرض الّذي أسميناه معرض "المؤلّفون الصّغار"، حيث قام الطّلّاب بعرض قصصهم للجمهور وبيعها بسعر رمزيّ بهدف جمع التّبرّعات، ليذهب ريع المعرض إلى منظّمة "التّعليم فوق الجميع" لبرنامج "علّم طفلاً"، الّتي اختارها الطّلّاب بأنفسهم لأنّهم أرادوا إحداث التّغيير في حياة الأطفال حول العالم نحو الأفضل مع خلال التّعليم.

المعارف وفرص التّعلّم الّتي أتيحت لي طوال السّنوات الماضية تحت مظلّة مؤسّسة قطر، وتحديدًا في أكاديميّة قطر -الخور، مكّنتني من تحقيق الحلم، والوصول إلى منصّة التّكريم والفوز بجائزة التّميّز العلميّ لفئة المعلّم المتميّز للعام 2020، والّذي يعدّ الحصول عليها إنجازًا، فهي أعلى جائزة يحصل عليها أيّ معلّم أو معلّمة في قطر.
أؤمن بأنّ الثّروة الحقيقيّة تتجسّد في التّنمية البشريّة، وهنا تكمن أهمّيّة التّعليم ومخرجاته الّذي سيرسم مستقبل الوطن.

منال الشمّري معلّمة لغة عربيّة للصفّ الثاني، أكاديميّة قطر -الخور، مؤسسة قطر.