مدارس مؤسسة قطر تعزز مهارات التعبير عن الذات والتواصل لدى طلابها

تعدّ مهارة التعبير عن الذات بمثابة النواة التي ينبت منها الإبداع في البيئة التعليمية لمؤسسة قطر. وإذا تم رعايتها منذ سن مبكرة، سيكون لها دورًا محوريًا في بناء الشعور بالذات، ومساعدة صغار السن في مراحل نموهم المبكرة على اتخاذ قرارات سليمة، وتشكيل مبادئهم الخاصة التي تُعبّر عن شخصياتهم.

تؤمن لويس كولن، مدير أكاديمية قطر – مشيرب، إحدى المدارس المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي لمؤسسة قطر، بأن التعليم الذي يحصل عليه الطالب يلعب دورًا حاسمًا في تطوير قدراته.

في هذا السياق، تشرح كولن كيف يمكن لبيئة التعلّم الداعمة أن توفر للطلاب فرصًا لاستكشاف أنماط مختلفة من التعبير عن الذات، واكتشاف طرق لمشاركة الأفكار والمشاعر، حيث تقول: " التعلّم هو عمل تعاوني وليس فردي. من هذا المنطلق، يجب تشجيع التعبير عن الذات جنبًا إلى جنب مع المهارات الاجتماعية التي لا تقل أهمية، حتى يتم تبادل الأفكار وسط بيئة بنّاءة، يسودها احترام الآخر وتقديره".

أردفت: "يتم تشجيع الطلاب على تطوير ثقتهم بأنفسهم من خلال تعزيز مهاراتهم التعبيرية، ولكن مع مراعاة الاستماع للرأي الآخر وقبول وجهات النظر المختلفة وتقديرها. حيث لا تقتصر قيمة التعبير على الذات فحسب، بل يجب أن تمتد لتشمل الآخرين، وهو أمر من الضروري أن يتعلمه الطلاب منذ مرحلة مبكرة".

تتبع أكاديمية قطر – مشيرب منهج البكالوريا الدولية، حيث ينخرط الطلاب في أنشطة التعلّم المختلفة من خلال بيئة تحفّز مبدأ التعاون، ويتم تشجيعهم على طرح الأسئلة وإجراء الأبحاث وصياغة الأفكار وبناء المفاهيم الجديدة.

تقول كولن: "غالبًا ما يتخذ طلابنا موقفًا بشأن القضايا التي تثير فضولهم واهتماماتهم الشخصية، ويستخدمون مهارات التواصل للتعبير عن آرائهم أو لتقديم مقترحات للتغيير. فمن خلال حصولهم على أدوات التمكين، يتمتع الطلاب بالقدرة على التعبير عن أفكارهم والقناعة لاتخاذ الإجراءات حيالها".

بصفتها خبيرة في مجال التعليم، تؤكد كولن على أهمية مهارات التواصل حتى يتسنّى للطلاب التعبير عن أنفسهم بطريقة سليمة، حيث يقوم الطلاب بتحديد الهدف من الفكرة والجمهور المناسب لطرحها عليه أولاً، ثم يختارون أنسب طريقة للتواصل وعرض الفكرة.

تقول كولن: " هناك العديد من الأساليب المختلفة للتعبير عن الذات، ويتم تشجيع التعبير الإبداعي بشكل خاص في أكاديميتنا، وذلك من خلال صفوف الموسيقى والفنون المرئية الأسبوعية".

وفقًا لكولن، يلعب المعلمون دورًا محوريًا في مساعدة الطلاب على فهم أن لكل شخص طباعه وأن تقدير الاختلافات وتقبّلها هو أمر ضروري. فالمعلم هو القائم على تنظيم عملية التعلّم، وتوفير فرص متساوية لكل طالب للمشاركة، وخلق بيئة آمنة وصحية لهم للتعبير عن أنفسهم.

توضح كولن: " كل طالب لديه طبيعة تميّزه عن غيره. فهناك طلاب يتسمون بالهدوء ويفتقرون إلى الثقة، أو الرغبة في التعبير عن أنفسهم، بينما يحتاج البعض الآخر إلى تعلّم مفهوم الحدود، وإعطاء المساحة للآخرين للتعبير عن ذاتهم. ويتميّز معلمو أكاديميتنا بدعمهم الطلاب وإثراء قدراتهم التعبيرية، ولكن ليس بالضرورة جميعًا بنفس الطريقة. وتسمح العلاقة الإيجابية القائمة بين الطلاب والمعلمين في الفصل الدراسي بتعزيز الاستكشاف والتجريب، والتشجيع والمخاطرة".

تقول كولن: " العالم يخسر الكثير عندما يخجل الأشخاص من مشاركة أفكارهم ومشاعرهم. في الأكاديمية، تُغرس بذور تقدير الذات في الطلاب، ويدركون أن أفكارهم محل تقدير، وأنه ليس من المقبول ارتكاب الأخطاء فحسب، بل إن الأخطاء جزء مهم من عملية التعلم. فمن خلال تطوير عقلية تؤمن بالنمو المستمر، يتعلم الطلاب التفكير، والتكيّف والمثابرة".

اختتمت: " فمن خلال بيئة تعليمية داعمة تعزز مثل هذه العقلية، لا توجد فكرة سخيفة، بل إن كل الأفكار مرحب بها، وهناك ثقة في التعبير عن الذات، ومشاركة بنّاءة للأفكار والمشاعر، تمكّن الطلاب من استكشاف إمكاناتهم وتضعهم على طريق النجاح".