قمة "وايز" 2021 تتناول تأثير وسائل التواصل والتكنولوجيا وكرة القدم على تعليم المرأة

بعد المناقشات التي أُجريت حول الآثار التي خلفتها جائحة (كوفيد- 19) على التعليم، بما فيها من فوائد وتحديات التعليم عن بُعد، وكذلك تحديات تطور الأطفال الناتجة عن التعلم الافتراضي؛ تناولت قمة "وايز" 2021 جانب آخر لم يتم مناقشته على نطاق واسع من قبل، ألا وهو تأثير الجائحة على النساء على وجه التحديد، اللائي ما زلن في أجزاء كثيرة من العالم يواجهن عقبات كبيرة فيما يتعلق بالوصول إلى فرص التعليم الجيد.

وقد شهدت القمة التي نظمها مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، مبادرة التعليم العالمية لمؤسسة قطر، مشاركة مجموعة من الخبيرات اللاتي ناقشن تعليم النساء ومساهمتهن في المجتمع في ظل الجائحة، وكيفية الاستمرار في تمكين الفتيات في جميع أنحاء العالم من خلال التعليم.

قالت سارة العامري، مدير مشروع استدامة الإنتاج في حقل الشمال (NFPS) ، أحد مشروعات قطر التابعة لشركة إكسون موبيل: " قدّم الوباء منظورًا سلبيًا وإيجابيًا فيما يتعلّق بقضية تمكين المرأة. فمن ناحية، رأينا المزيد من الفتيات يعودن إلى المنزل حيث تقل فرصهن في الحصول على تعليم مناسب. بينما من ناحية أخرى، حطمت الجائحة الصورة النمطية لأدوار الجنسين فيما يتعلق بمسؤوليات التعليم، حيث وجد الوالدين، نفسهما في موقف يتطلب منهما المشاركة ودعم أطفالهم خلال التعلم الافتراضي بالتنسيق مع المدرسة ".

من جهة أخرى، أوضحت العامري كذلك كيف ساهمت التكنولوجيا في إعادة صياغة الأدوار التقليدية للجنسين من خلال ضمان وصول الجميع إلى الموارد والمرافق التعليمية، مما يسهل على النساء المشاركة في الأنشطة التي طالما خضعت لهيمنة الذكور في الفكر السائد.

اعترافًا بالدور المهم الذي تلعبه التكنولوجيا في تمكين المرأة، سلطت نازا ألاكيجا، ناشطة في المجال الإنساني والخيري، ومناصرة لقضايا التعليم حول العالم، ومؤسسة "SAGE"، الضوء على الفرق بين البلدان التي تتوافر لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا، وهي الأدوات التي تساعد على سد فجوة التفاوت بين الجنسين، وتلك التي لا تملك ذات الإمكانيات. قائلةً: "الإنترنت أصبح ضروري كالماء. وهذا الانقسام هو ما كنت أخشاه منذ بداية الجائحة. لذا، نحتاج إلى التأكد من أننا نسعى لإتاحة الوصول للإنترنت للجميع، فنحن بحاجة إلى فهم أهمية ذلك والدفاع عنه، حيث أن ضمان مرونة بنيتنا التحتية في أوقات كهذه يعد أمرًا محوريًا".

اتفقت آنا رولد، الناشر والرئيس التنفيذي، مجلة ديبلوماتيك كوريير مع وجهة نظر ألاكيجا، وأضافت أنه في حين تعتبر التكنولوجيا عامل الموازنة الذي يرسي قواعد المساواة على الساحة، إلّا أن هناك حاجة إلى الابتكار من جانب المزيد من النساء لضمان تجنب التحيزات المتأصلة والمتوارثة أو على الأقل موازنتها.

أضافت إيجلانتينا زيننج، مؤسسة Goleadoras، وهي منظمة اجتماعية غير ربحية تستخدم كرة القدم كوسيلة لتعزيز الثقة بالنفس لدى الفتيات المعرضات للخطر، قائلةً: "إن الاتصال والتكنولوجيا هما أداتان مثاليتان لتسهيل فرص الوصول إلى تعليم جيد، ويمكنهما تمهيد الطريق لبناء مجتمع أكثر توازناً بين الجنسين"، مشيرةً إلى أنه قد أُثبت أن أكثر من 96 في المائة من النساء اللائي يتفوقن مهنياً، لا سيما أولئك اللاتي يشغلن مناصب إدارية وقيادية، قد شاركن في لعب الرياضات الجماعية في سن مبكرة.

وقالت: "كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وعدم مشاركة الفتيات بها هو بمثابة انعكاس للتفاوت الموجود في العالم، وهذا هو ما نريد تغييره. ولعب كرة القدم له فوائد لا حصر لها، على مستوى اللياقة البدنية، ومهارات الاتصال، والانضباط، والعمل الجماعي، وهذه هي الأشياء التي تربط الرياضة مباشرة بالتميّز الأكاديمي".

من أجل توفير سبل الوصول إلى الفرص والمساواة للمرأة في التعليم وضمان استمراريتهما يجب إجراء التغيير على المستوى الدبلوماسي. واتفقتا كل من ألاكيجا وزيننغ على أن الشراكات مع المنظمات الشعبية، والإرشاد، ومناقشة الأفكار من جذورها هي النهج الذي يجب اتباعه، وأضافت رولد: " أكثر من سعينا إلى المساواة، نحن بحاجة إلى تحقيق التوازن".