خبير بالصحة بمؤسسة قطر: "ثورة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لا تلغي دور الأطباء"

يقدم الاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إمكانيات وتحديات للحكومات ومقدمي الرعاية الصحية، هذا ما أورده الدكتور فيصل فاروق، رئيس قسم أبحاث الصحة الرقمية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر.

ويقول الدكتور فاروق: "يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا بشكل متزايد في الرعاية الصحية، فعندما يصبح الذكاء الاصطناعي متقدمًا، بالتالي تصبح التكنولوجيا أكثر تطورًا بالإضافة إلى توفر المزيد من البيانات، والتي تعد أحد الأمور الرئيسية التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي".

وأضاف: "يساعد توافر بيانات الرعاية الصحية بشكل كبير على استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في ثلاث مجالات رئيسية، وهي التشخيص والعلاجات والبحوث، بالإضافة إلى أنه يتم استخدامها أيضًا في بعض الجوانب المالية للرعاية الصحية، على سبيل المثال، إدارة المستشفيات، وإصدار التأمينات الصحية".

أشار الدكتور فاروق بأن استخدام الذكاء الإصطناعي سيصبح أكثر أهمية مستقبلًا، لذا يجب علينا الانتباه إلى جانبان مهمان، قائلاً: "يجب علينا معرفة أسباب تردد الأطباء إزاء تقنيات الذكاء الإصطناعي وعدم ثقتهم بنتائجها، وتحديد مدى مقدرتنا على تطبيق ودعم تقنيات الذكاء الإصطناعي في الأنظمة الصحية".

وتابع: "من الضروري إدراك أن تقنيات الذكاء الإصطناعي لا تتخذ القرارات، بل في الواقع هي تقدم توصيات، وبعد ذلك يتم اتخاذ القرار من قبل الطبيب والمريض معًا. وبالرغم من تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتضاعف أهميته، إلا أنها لا يُمكن أن تحل محل الأطباء".

مضيفًا: "هناك الكثير من الأعمال التي اعتاد الأطباء على القيام بها يدويًا، يتم تنفيذها الآن بواسطة التكنولوجيا، ولكن هذا لا يعني بأننا لسنا بحاجة للأطباء".

وأكد الدكتور فاروق إلى أنه يجب على الأطباء يكونوا مستعدين لاستخدام هذا النوع من التكنولوجيا، وأن لا يترددوا في استخدام هذه التقنيات في عملهم، ومع مرضاهم، قائلًا: "كوننا نعلم أن الذكاء الاصطناعي سيغير العديد من جوانب الرعاية الصحية، فقد يتغير دور الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية أيضًا".

وأوضح الدكتور فاروق أن هناك تحديات أخرى قد تواجه الذكاء الاصطناعي، ومنها طرق التعليم التي تٌقدم في قطاع الرعاية الصحية، قائلاً: "لا يزال الطب يُدرس بنفس الطريقة منذ 20 عامًا، ولكن الأمور تغيرت الآن، وبالتالي، يجب أن يتغير نظام التعليم وطريقة تعليم الأطباء، وجميع مقدمي الخدمات الصحية ليتمكنوا من تضمين تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي الجديدة في عملهم".

على الرغم من أن الدكتور فاروق يلاحظ أن الذكاء الاصطناعي في يمكن أن يقدم توصيات خاطئة، وهذا في رأيه لا يمثل مشكلة، لأن الأطباء في بعض الأحيان يقدمون توصيات خاطئة بسبب نقص البيانات، أو قد لا يعرفون التاريخ الطبي للمريض، لكن المشكلة تكمن فيما قد يحدث بعد تقديم التوصية".

وتابع: "بالرغم من خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد توفر معلومات كافية لمقدم الرعاية الصحية والمريض، إلا أنها تفتقد بعض الجوانب التي يمكن للطبيب معالجتها، على سبيل المثال، قد تكون هناك حالة مرضية فريدة من نوعها، وبالتالي قد لا يتمكن نظام الذكاء الاصطناعي من إعطاء توصيات مناسبة، وهنا يأتي دور الطبيب".

واختتم الدكتور فاروق، قائلاً: "استثمرت مؤسسة قطر بشكل كبير في مجال الذكاء الإصطناعي، خاصة من خلال برنامج قطر جينوم، وقطر بيوبنك، وتحرص على مشاركة هذه البيانات مع الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي لتكون قادرة على تقديم أنواع جديدة من نتائج الرعاية الصحية، إما للتشخيص أو العلاج".

وتابع: "لدينا في جامعة حمد بن خليفة، مركز مخصص لأبحاث الذكاء الإصطناعي، وقد أبرمنا شراكات مع جميع مؤسسات الرعاية الصحية، مثل وزارة الصحة العامة، والمركز الوطني للسرطان، ومؤسسة حمد الطبية، ليكون هناك نظام متكامل يجمع ويشارك البيانات مع الحفاظ على سلامة المرضى وخصوصيتهم".