للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تعزيز الثقافة الصحية المرتبطة بسرطان الثدي لدى العاملات في مرافق المدينة التعليمية
شعرت آرجين رييس، العاملة الفيليبينية التي تبلغ من العمر 30 عامًا، بمزيد من الرضا والارتياح حين أجرت فحص سرطان الثدي، وتقول:"أدركُ تمامًا أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فقد ماتت عمتي بسبب هذا المرض حيث شُخّصت حالتها بعد فوات الأوان. مع أنها خضعت لعلاج مكثف، إلا أنها لم تتماثل للشفاء".
شهد شهر أكتوبر الماضي استضافة المدينة التعليمية جلسة توعوية حول سرطان الثدي، بمشاركة العاملات في شركات إدارة المرافق بمؤسسة قطر، بالإضافة إلى الموظفين وأعضاء الهيئات التدريسية. وترى آرجين أن هذه الجلسة كانت فرصة توعوية مهمة لتعزيز المعرفة بالمؤشرات والأعراض ذات الصلة بهذا المرض، وكذلك للحفاظ على صحتها.
أشعر أنني الآن أقوى، لأنني أعرف أكثر عن هذا المرض
وتقول: "أشعر أنني الآن أقوى، لأنني أعرف أكثر عن هذا المرض. كذلك تعلّمتُ أن ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي يساهمان في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لذلك سأركز على ممارسة الرياضة، فأنا لست شخصًا نشطًا بشكل عام". وكانت آرجين قد فكّرت في إجراء هذا الفحص عدّة مرات في الماضي لكنّها لم تفعل.
تضيف: "كنتُ أؤجل الفحص بسبب تكلفته في القطاع الخاص، لذا فإن الفحص المجاني مفيد جدًا بالنسبة لي".
ورغم قلق أنوشكا من سرطان الثدي، لكنها لم تذهب للفحص هي الأخرى، إلى أن استلمت القسيمة، ولم يسفر فحصها عما يدعو إلى القلق من سرطان الثدي.
تتابع أنوشكا: "طمأنني الفحص عن صحتي الجسدية، وفي الوقت نفسه منحني الراحة نفسية التي فقدتها، فمنذ وفاة والدتي وأنا أعيش في خوف دائم. أما الآن فأشعر وكأن ثقلًا كبيرًا سقط عن كاهلي".
بالإضافة إلى خسارتي الكبيرة بسبب رحيل والدتي، فإنني قلقة من أن أكون عرضة بشكل وراثي للإصابة بسرطان الثدي
عُقدت هذه الجلسة التوعوية بالشراكة مع الجمعية القطرية للسرطان، حيث تضمنت الجلسة أنشطة متنوعة منها تقديم لمحة عامة عن سرطان الثدي، مؤشرات الخطورة، العلامات، الأعراض، والتدابير الوقائية، وأهمية الكشف المبكر، كما تلقت الحاضرات قسائم للحصول على فحص مجاني بالموجات فوق الصوتية.
يقول الدكتور نانداكومار بيلاي، مدير السلامة والصحة المهنية في مركز الرعاية الصحية الأولية في مؤسسة قطر: "تؤدي العاملات دورًا أساسيًا في تعزيز فعالية الإدارة، وهو دور ندركه جيدًا ونقدره تمام التقدير، ولا شك أن صحتهن أولوية بالنسبة لنا. ونظرًا لوجود عدد كبير من النساء في القوى العاملة، أردنا انتهاز هذه الفرصة لتعزيز ثقافتهنّ حول سرطان الثدي ومنحهن فرصة للفحص مجانًا".
يضيف: "يزيد الكشف المبكر عن سرطان الثدي من معدلات نجاة المصابات بشكل كبير. وعليه، كان الهدف الأساسي من التوعية هو تثقيف النساء حول ما يمكنهنّ القيام به للتعامل مع صحتهنّ بطريقة استباقية".
من جهتها، تقول أنوشكا برادهان، عاملة أخرى في مؤسسة قطر، فقدت والدتها بسبب يُرجّح أنه سرطان الثدي، وتقول: "تم تشخيص إصابة والدتي بأورام في ثدييها، لكنها توفيت قبل تأكيد التشخيص"، وقد أثّرت وفاة والدتها بشكل سريع صحة أنوشكا النفسية. تضيف أنوشكا: "بالإضافة إلى خسارتي الكبيرة بسبب رحيل والدتي، فإنني قلقة من أن أكون عرضة بشكل وراثي للإصابة بسرطان الثدي".
يشير الدكتور نانداكومار إلى أن حوالي نصف حالات الإصابة بسرطان الثدي تصيب النساء اللاتي ليس لديهن عامل خطر محدد لسرطان الثدي، باستثناء معايير الجنس والعمر بطبيعة الحال، أي كونهن نساء تزيد أعمارهن عن 40 عامًا. وبالتالي، فمن المهم أيضًا اختبار النساء اللاتي ليس لديهن عامل خطر وراثي.
كجزء من عملنا في رعاية العاملين والعاملات في مؤسستنا، فإن أولويتنا تتجاوز الحفاظ على صحتهم الجيدة، وتصل إلى تثقيفهم
يستطرد الدكتور نانداكومار: "كجزء من عملنا في رعاية العاملين والعاملات في مؤسستنا، فإن أولويتنا تتجاوز الحفاظ على صحتهم الجيدة، وتصل إلى تثقيفهم حول مختلف القضايا الصحية؛ لتمكينهم من اتباع السلوكيات الصحية وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض". يُعتبر سرطان الثدي على رأس قائمة أكثر أنواع السرطانات تشخيصًا بين النساء في قطر عام 2020. ووفقًا لجمعية السرطان الأميركية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات، بعد تشخيص سرطان الثدي مبكرًا وقبل انتشاره، هي 99 بالمائة.
عقدت الجلسة التوعوية بالشراكة مع الجمعية القطرية للسرطان.
وقد أصدرت قطر العديد من القوانين والقرارات الوزارية لضمان الامتثال لسياسة منظمة الصحة العالمية "الصحة للجميع" التي تنص على أن الرعاية الصحية الأساسية، في بلد ما، يجب أن تكون في متناول الجميع. على سبيل المثال: ينص قانون العمل القطري رقم 14 على إجراء فحوصات طبية دورية لجميع العاملين دون أي تكلفة عليهم.
كما يتمتع العمال في قطر بإمكانية الوصول إلى رعاية صحية مجانية وعالمية المستوى من قبل الحكومة، وذلك إلى جانب خدمة الرعاية الصحية الإلزامية التي يقدمها أصحاب العمل على النحو المنصوص عليه في القانون القطري.