للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
طبيب في وايل كورنيل للطب يسلط الضوء على أهمية تحسين أسلوب الحياة والتثقيف الصحي
مع ازدياد التحديات المتعلقة بالعقم، لا بد من تناول العوامل التي تسهم في تعزيز الخصوبة لدى النساء والرجال، لا سيما أن رحلة الحمل الطبيعي قد تكون مرهقة نفسيًا لبعض الأزواج الذي يخططون للإنجاب. حيث تشير الدراسات إلى مجموعة من العوامل الرئيسية المرتبطة بالصحة الانجابية، والتي يجب أخذها في الاعتبار منذ الصغر، كونها تشمل أنماط الحياة والعادات الغذائية.
للوقوف أكثر عند هذه العوامل، تحدثنا مع الدكتور نايجل بيريرا، خريج كلية وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والذي يشغل منصب أستاذ مساعد في أمراض النساء والتوليد، وأستاذ مساعد في طب الإنجاب في وايل كورنيل للطب - نيويورك، ليشرح لنا التأثير الكبير للبيئة وأسلوب الحياة والتغذية على الخصوبة.
يقول دكتور بيريرا: "تُشير العديد من الدراسات العلمية الحديثة إلى وجود صلة بين نقص فيتامين د والمشكلات المتعلقة بالصحة الإنجابية. حيث تشكل مستويات فيتامين د مصدر قلق عالمي، خاصة في المناطق الأكثر حرارة في العالم، حيث يقضي الناس وقتًا طويلًا من يومهم في الأماكن المغلقة؛ لتجنب الحرارة، مما يؤدي إلى نقص فيتامين د لديهم".
تُشير العديد من الدراسات العلمية الحديثة إلى وجود صلة بين نقص فيتامين د والمشكلات المتعلقة بالصحة الإنجابية
قد يكون إجراء فحوصات دورية للتأكد من مستويات فيتامين د في الجسم إحدى طرق تحسين الخصوبة الطبيعية. كما تعد التغذية والنشاط البدني من أهم العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة الإنجابية.
يتابع الدكتور بيريرا: "تشير كثير من البيانات إلى أن زيادة الوزن أو السمنة لدى المرأة، تؤدي إلى انخفاض معدلات حملها مقارنة بالمرأة ذات الوزن الطبيعي. لذا، فإن الوجبات السريعة وقلة التعرض لأشعة الشمس النافعة، وغياب النشاط البدني العفوي، مثل استخدام وسائل النقل العام أو المشي لمسافة قصيرة خلال اليوم لقضاء أحد المهام، جميعها عوامل قد تؤدي إلى زيادة الوزن.
يقول دكتور بيريرا: "حتى اتباع نظام غذائي صحي متوازن دون نشاط بدني مناسب، سيؤدي حتمًا إلى زيادة الوزن، وبالتالي قد يُسبب مشاكل طويلة الأمد في الدورة الشهرية، مما قد يؤدي بدوره إلى مشاكل في الخصوبة والحمل".
حتى اتباع نظام غذائي صحي متوازن دون نشاط بدني مناسب، سيؤدي حتمًا إلى زيادة الوزن، وبالتالي قد يُسبب مشاكل طويلة الأمد في الدورة الشهرية، مما قد يؤدي بدوره إلى مشاكل في الخصوبة والحمل
ويوصي الدكتور بيريرا النساء اللاتي يتبعن نظامًا غذائيًا غنيًا بالكربوهيدرات والدهون بمحاولة خسارة ما لا يقل عن 5-7 بالمائة من أوزان أجسامهن قبل محاولة الإنجاب، حيث سيؤدي هذا الانخفاض الطفيف إلى تحسين انتظام الدورة الشهرية، وبالتالي تحسين فرص الحمل. كما أنه قد يحد من حدوث مخاطر لا داعي لها مثل الولادة المبكرة والنزيف بعد الولادة وتسمم الحمل.
على الجانب الآخر، يؤدي نقص الوزن، والإفراط في ممارسة الرياضة، وتناول كميات قليلة جدًا من الطعام للحفاظ على تناسق الجسم، إلى حدوث اضطرابات هرمونية.
تَتبّع السعرات الحرارية المُستهلكة والوعي بالقيمة الغذائية في الأطعمة التي نتناولها يُمكنه تحسين صحتنا بشكل عام، وبالتالي تعزيز الصحة الإنجابية. مصدر الصورة: udra11، عبر موقع Shutterstock
يقول الدكتور بيريرا: " تضع معايير الجمال القائمة على النحافة التي يتم الترويج لها على مختلف وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر، ضغوطًا كبيرة على كثير من النساء لإبقاء أوزانهن أقل من مستوى معين. ومن المؤكد أن حرمان الجسم من العناصر الغذائية ضار بالصحة الإنجابية".
يوصي الدكتور بيريرا الجميع، بمن فيهم الأطفال والآباء الجدد، بتتبع عدد السعرات الحرارية المستهلكة. ويقول "على الأفراد أن يكونوا مدركين وواعين لما يتناولونه من غذاء، وأن يعلموا أطفالهم كيفية اختيار وجباتهم الغذائية، على سبيل المثال، أية طعام يخرج مباشرة من الأكياس أو العلب أو الصناديق يمثل خيارًا أقل صحة مقارنةً بما يحتاج إلى غسله وتقشيره".
أية طعام يخرج مباشرة من الأكياس أو العلب أو الصناديق يمثل خيارًا أقل صحة مقارنةً بما يحتاج إلى غسله وتقشيره
أما بالنسبة للنشاط البدني، الذي يعد جزءًا حيويًا من أسلوب الحياة الصحي، يوصي الدكتور نايجل بالمشي السريع لمدة 30 دقيقة أو أي نوع من التمارين الهوائية أو الرياضية خمسة أيام في الأسبوع. ويوضح: "معظم الناس لا يحبون ممارسة الرياضة لأنها قد تكون مملة، إلا إذا أصبحت جزءًا من أسلوب حياتهم، وعندها سيشعرون بالذنب لعدم ممارستها، ومن ثم تتحول إلى عادة. لذلك، من المهم أن يبدأ الإنسان بروتين بسيط، ومن ثم البناء عليه تدريجيًا. وبمجرد أن يبدأ بتمرين مدته 30 دقيقة، فسيرغب بالمزيد".
وبصرف النظر عن الطرق العديدة لزيادة الخصوبة، يوصي الدكتور بيريرا النساء بمراقبة انتظام الدورة الشهرية، واستشارة طبيب الغدد الصماء التناسلية أو طبيب أمراض النساء إذا ظهرت عليهن أي من أعراض عدم انتظام الدورة، أو حب الشباب، أو تساقط الشعر، أو نمو الشعر في مناطق غير شائعة.
يُعد النشاط البدني جزءًا حيويًا من أسلوب الحياة الصحي. مصدر الصورة: GP PIXSTOCK، عبر موقع Shutterstock
ويجب أن تدرك الفتيات في سن المراهقة أن أسلوب حياتهن وعاداتهن سيؤثر بشكل كبير على مستقبل صحتهن الإنجابية. وبما أن الفتيات يقتدين بأمهاتهن ويملن إلى اتباع خطاهن، فبإمكان الأمهات دائمًا العمل على تحسين أسلوب حياتهن من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، مما يشجع الفتيات على اتباع الأسلوب نفسه.
كما سلط الدكتور بيريرا الضوء على أهمية إجراء حوارات مفتوحة بين الأمهات وبناتهن حول الدورة الشهرية، قائلًا: "الأطفال أكثر ذكاءً مما نعتقد، ومن الأفضل للأمهات تثقيف بناتهن حول هذه المرحلة والتغييرات التي تتضمنها بدلًا من الحصول على معلوماتهن من الأصدقاء أو مصادر أخرى. كما يمكن للأمهات مرافقة بناتهن إلى أطباء أمراض النساء لشرح طبيعة هذه المرحلة".