للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
وفقًا لخبراء بمؤسسة قطر، يعكس فن الخط العربي الهوية البصرية للغة، وبالرغم من ذلك، قد تمتد آثاره الإيجابية على الصحة النفسية لتشمل غير الناطقين باللغة العربية
تستمر جهود مؤسسة قطر في الإرتقاء بمكانة فن الخط العربي، ولكنها تكتسب أهمية خاصة هذا العام في ضوء اختيار الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021.
يتجلى فن الخط العربي على العديد من المبانِ والواجهات المعمارية في جميع أنحاء مدينة الدوحة، ويُمثل مبنى ذو المنارتين (جامع المدينة التعليمية) واحدًا من أروع الأعمال التي تعكس مكانة الخط العربي في قطر، من تصميم الفنان العراقي طه الهيتي. ويستضيف جامع المدينة التعليمية ورش عمل لتعليم فن الخط العربي لجميع الفئات العمرية ولمختلف الجنسيات في المجتمع.
محمد إبراهيم غانم، يقوم بتعليم أساسيات ومبادئ الخط العربي للطلاب في ورش عمل المدينة التعليمية.
يقوم جامع المدينة التعليمية بتوفير فرص الالتحاق بورش تعليم الخط العربي مع الخطاط المصري محمد إبراهيم غانم، الذي طالما عشق هذا الفن منذ سنوات دراسته ونقل علمه لمئات الطلاب خلال مشواره المهني، ويشير غانم إلى أن أهم مهارة يتطلبها تعلُّم فن الخط العربي هي مهارة التحلّي بالصبر.
فالخط العربي وتعلّمه كغيره من العلوم والفنون يحتاج للصبر والتدرج في تعلّم الأصول والقواعد الأساسية وهذا أمر يحتاج لوقت وصبر وتدريب مستمر
يقول غانم: "أجد في تعليم الخط العربي للآخرين متعة كبيرة، الصعوبة فقط إذا كان الطالب غير صبور على التعلّم؛ فالخط العربي وتعلّمه كغيره من العلوم والفنون يحتاج للصبر والتدرج في تعلّم الأصول والقواعد الأساسية وهذا أمر يحتاج لوقت وصبر وتدريب مستمر".
وأردف: " نقوم في الوقت الحالي بتدريس خطوط النسخ والرقعة والديواني، وندرس إمكانية تدريس الثلث والفارسي والكوفي في وقت لاحق".
تشمل ورش عمل تعليم الخط العربي - التي تم تعليقها بشكل مؤقت عقب فرض القيود الإضافية الخاصة بجائحة (كوفيد-19) التي أعلنتها وزارة الصحة العامة مؤخراً - أربعة مستويات، المستوى الأول: يدرس فيه
الدكتورة فاطمة عيسى، مدرّبة علم النفس في الطب في وايل كورنيل للطب – قطر.
الطالب الحروف المفردة في شكلها المنفصل دراسة وافية بشكل علمي؛ المستوى الثاني: ويدرس فيه الطالب قواعد اتصال الحرف، المستوى الثالث والرابع: يدرس الطالب خلالهما تركيب الجمل. ومن المنتظر استئناف ورش العمل فور تخفيف القيود الصحية.
تجذب ورش العمل هذه مشاركين من فئات عمرية مختلفة، بل وتضم مزيجًا متنوعًا من الخلفيات والجنسيات، بما في ذلك غير الناطقين باللغة العربية، ولتوضيح كيف يمكن استيعاب فن الخط العربي وممارسته من قبل أشخاص لا يتحدثون العربية أو لا يفهمون معانيها بالضرورة ومع ذلك يستمتعون بممارسة الخط العربي، تقول الدكتورة فاطمة عيسى، مدرّبة علم النفس في الطب في وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: " العقل البشري هو آلة مفكّرة، في معظم الأوقات، ينشغل العقل الواعي أو اللا واعي بالتفكير في شيء ما، وهي عملية لا تتوقف مطلقًا، ومن ثم تقودنا إلى تجربة مشاعر مختلفة تؤثر على صحتنا النفسية وحتى الجسدية. في هذا السياق، يلجأ العديد من الأشخاص لممارسة أنواع مختلفة من الفنون لتهدئة أفكارهم، فعندما نقوم بتوقيف تلك الآلة أو التخفيف من سرعتها من خلال ممارسة عمل تأمّلي، فإن ذلك يمنحنا الفرصة للتواصل مع أنفسنا".
الأشخاص الحدسيون بغض النظر عن ثقافاتهم، دائمًا ينجذبون إلى الأنماط والرموز والمعاني، وقد يجدون في ممارسة فن الخط العربي والنظر إليه كوسيلة للتخفيف من توترهم
بصفتها محللّة معتمدة لمؤشر مايرز بريجز لتحديد أنماط الشخصية(MBTI) ، وهو استبيان شهير في مجال علم النفس، توضح الدكتورة فاطمة أن أحد أبعاد مؤشر مايرز بريجز حول كيفية استقبال الأشخاص للمعلومات، يقسّمهم إلى فئتين: فئة تستقي المعلومات عن طريق الإحساس، والأخرى عن طريق الحدس.
الأشخاص الذين يندرجون تحت فئة الإحساس، يستقبلون المعلومات من خلال ما يرونه أو يسمعونه أو يلمسونه؛ بينما ينجذب الأشخاص الذين يميلون إلى حدسهم أكثر لرموز وصور وأنماط ويستخدمون خيالهم لإسقاط تصوراتهم.
حمد النعيمي، منسق التخطيط في جامع المدينة التعليمية.
تقول الدكتورة عيسى: " بغض النظر عن ثقافة الافراد أو لغتهم، فإن شخصية الإنسان ونوعها هو ما يُحدد اهتماماته، فالأشخاص الحدسيون بغض النظر عن ثقافاتهم، دائمًا ينجذبون إلى الأنماط والرموز والمعاني، وقد يجدون في ممارسة فن الخط العربي والنظر إليه كوسيلة للتخفيف من توترهم، وتحرير أنفسهم من الضغوط اليومية التي تفرض عليهم التعامل مع الحقائق والأرقام بصورة مستمرة".
فيما يتعلق بفكرة إقامة ورش عمل الخط العربي، بدايتها وكيفية دعمها لرسالة الشمولية التي تؤمن بها مؤسسة قطر، قال حمد النعيمي، منسق التخطيط في جامع المدينة التعليمية: "يُشكّل فن الخط العربي جزءًا هامًا من تراثنا الفكري والفني الذي نتميّز به عن غيرنا من الثقافات. كما أنه يُجسّد الهوية البصرية للغة العربية، التي تعكس ثقافتنا وهويتنا وتراثنا. ومع ملاحظتنا ببُعد الأجيال الجديدة عن هذا النوع من الفن، تحتّم علينا التنبه لهذا الأمر ومن ثم وضع الحلول المناسبة التي تضمن لنا المحافظة على هذا الإرث الحضاري. ومن هنا جاءت فكرة عمل ورش عمل تعليم الخط العربي".
مع ملاحظتنا ببُعد الأجيال الجديدة عن هذا النوع من الفن، تحتّم علينا التنبه لهذا الأمر ومن ثم وضع الحلول المناسبة التي تضمن لنا المحافظة على هذا الإرث الحضاري
وفقًا للنعيمي، تهدف ورش العمل إكساب المشاركين مهارة جمال الخطّ العربي والتذوق الفني وتحفيز نظرتهم الإبداعية والإنشائية، بالإضافة إلى تعزيز ومخزونهم اللغوي وقدراتهم الأدبية.